الإسلام وحماية البيئة
مقدمة
لقد
أصبحت مشكلات البيئة تلقى اهتماما ً أكبر،في دول العالم ،منذ زمن ليس ببعيد.وقد برزت هذه المشكلات نتيجة للوتيرة
المتزايدة لاستغلال موارد البيئة ،فقد بلغت ذروتها في النصف الثاني من القرن
العشرين ..... فلقد أدى تمركز الصناعة في المدن والتعامل غير الرشيد للإنسان مع
البيئة إلى تحول البيئة في العديد من المدن الصناعية إلى بيئة ملوثة بالغازات
السامة والغبار والضجيج وغيرها ،وإلى تخريب الغطاء النباتي وإلى زيادة مستمرة في رقعة الأراضي
المتصحرة .......كما أدت النشاطات البشرية إلى تدهور التربة وزيادة تآكلها .....
ويشهد
العالم زيادة كبيرة في عدد الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات .
وتشير التقارير على أن الإنسان سيدفع حلال العقود الثلاثة القادمة , إلى هلاك
وانقراض أنواع من الحيوانات بمعدلات تزيد
بكثير عن المعدلات التي كانت سائدة في عصور ما قبل التاريخ .وهذا يعني خسارة بيئية
كبيرة ذلك أن الكائنات الحية تلعب دورا ً هاماً في حفظ توازن الأنظمة البيئية .
وتؤدي
الكثير من اتجاهات التنمية الحالية لإلى تلوث الهواء والماء والتربة,وافقار التنوع
الحيوي والتصحر وتدهور الغابات .ويتطلب تجنب مشكلات البيئة هذه مساراً جديداَ
للتنمية,هو التنمية المستدامة التي تلبي حاجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال
القادمة على تلبية حاجاتها .وتتطلب التنمية المستدامة مدخلاً جديداً يجمع بين
الإنتاج وحماية الموارد البيئية وتعزيزها ,ومثل هذا مطلوب في بلادنا أكثر منه في
البلدان الأخرى ,نظراً لأن تتابع الحضارات العريقة في منطقتنا عرض الموارد البيئية
إلى استغلال مفرط ,نتج عنه تدهور الجزء الأعظم من الغابات والمراعي الطبيعية
وانقراض كثير من الأنواع الحيوانية ,وانخفاض كبير في أعدادها.
يجب على الإنسان ألا
يستغرب عندما يرى موقف الغرب من التلوث البيئي ،وما قد يسببه يومياَ من مشكلات
تجلب العديد من الأخطار التي تهدد صحة الإنسان والنبات والحيوان ، فقد أسهم بشكل
رئيس ومباشر بثورته الصناعية في هذا الخطر الحاضر، وانساق الإنسان الغربي وراء
حاجته المستمرة إلى الرفاهية وإلى المزيد من متطلبات الحياة اليومية ، التي تحتوي
على العديد من الملوثات البيئية .
وقد عالج الإسلام تلك المشكلة بأن وضع لها
العديد من الأسس العلمية الصحيحة التي تسهم بشكل رئيس في الحد منها لصالح الإنسان
دون إتباع طرق تتسم بالمكر والخداع وحب الذات ،وهذا يتمثل في قوله تعالى «ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها » .
وقد خلق الله الأرض
في أحسن هيئة وصورة ,ووضعت جميع العناصر البيئية بنسب معينة ومحددة مصداقاَ لقوله
تعالى«هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاَ ثم استوى إلى
السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء ٍ عليم» فجميع ما في الأرض من نباتات
وحيوانات وجمادات مسخرة لخدمة هذا الإنسان ،وأن الفساد في الأرض بعد إصلاحها ليس
إلا تخريب للبيئة. فلقد تطرق القرآن
الكريم والسنة المطهرة إلى كل ما هو كفيل ببقاء هذه الكائنات حية ً صحيحة معافاة
سواء في المأكل والمشرب والملبس وفي جميع شؤونه الأخرى .
ومما يعضد ذلك ويؤكده
حديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم- فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (إن النبي
صلى الله عليه وسلم نهى عن النفخ في الشراب ,فقال رجل :القذاة أراها في الإناء؟
فقال أهرقها ،قال: إني لا أروى من نفس واحد؟قال:فأبعد القدح عن فيك) وغير ذلك
الكثير.إذاً يحق للإنسان المسلم أن يفتخر بما احتواه القرآن الكريم والسنة النبوية
من آيات وأحاديث تؤكد على ضرورة الحماية البيئية من التلوث على أساس من الصدق
والموضوعية دون سلوك طرق الغرب الملتوية والتي كان آخرها ما يسمى بضريبة
الطاقة(الكربون) قال تعالى :«فلو صدقوا الله لكان خيرا
ً لهم » .
الخطر
يحيط بنا
أهم التهديدات البيئية هي
الأخطار التي تهدد المياه فنصيب الفرد من المياه في العالم يتناقص بشكل كبير و هو
لا يتجاوز في التسعينات ثلث ما كان عليه عام 1970 و ندره المياه تشكل تربة خصبة
لنشوء الصراعات بين الدول أو حتى ضمن الدول و إضافة إلى ندرة المياه و تناقص نصيب
الفرد من المياه هناك التلوث الذي يهدد المياه ففي عام 1990 كان هناك 1.3 مليار
شخص في البلدان النامية يحصلون على مياه ملوثة و السبب الرئيسي في تلوث المياه في
هذه البلدان هو سوء الصرف الصحي إلى جانب الملوثات الصناعية فهناك أكثر من ملياري
شخص لا يحصلون على صرف صحي مأمون .
ليست هناك تعليقات