مظاهر التلوث في البيئة
مقدمة عن البيئة
يعتبر القرن العشرين وبالتالي الإنسان
المعاصر، من اكثر العصور تطورا من الناحية التكنولوجية. فقد سعى الإنسان ومنذ بداية هذا القرن وبكافة
الوسائل المتاحة إلى استغلال أكبر قدر ممكن من الموارد الطبيعية، باعتباره مخلوقا
متميزا عن بقية الكائنات الحية. ومن خلال
هذا السعي للسيطرة على البيئة المحيطة به استطاع أن يسخر الكثير من الطاقات
الطبيعية من أجل إشباع رغباته، كونه الوحيد الذي له الحق في تسخير الطبيعة. فالمجتمعات الإنسانية وعلى مر العصور، كان
الهدف الأساسي لها هو المحافظة على بقائها واستمرارها على الأرض من خلال المحافظة
على التراث والثقافة والموارد الطبيعية. ومن
ثم عملت هذا المجتمعات على نقل هذا التراث من جيل إلى جيل من خلال ما أطلق عليه
بعملية التربية.
وقد مرت علاقة الإنسان بالبيئة بمراحل تطور تعكس ظهور المشكلات البيئية وتعقدها،
حيث لبت البيئة كل حاجات الإنسان بينما أدى النمو السكاني المتزايد وسعي الإنسان
لإشباع حاجاته إلى إحداث ضغطا متزايدا على كل النواحي البيئية بصورة مباشرة وغير
مباشرة، من خلال إنتاج كميات هائلة من الملوثات التي فاقت قدرة الطبيعة على التخلص
منها. وقد أكد العديد من علماء البيئة على
أن التطور التكنولوجي وسوء توجيهه إلى الاستغلال السيئ للموارد الطبيعية أدى إلى
حدوث العديد من المشاكل البيئية.
1- تلوث الماء بكل ما يفسد خواصه أو يغير من طبيعته،والمقصود بتلوث الماء هو تدنس مجاري الماء والآبار والأنهار والبحار والأمطار والمياه الجوفية مما يجعل ماءها غير صالح للإنسان أو الحيوان أو النباتات أو الكائنات التي تعيش في البحار والمحيطات.
2- انقراض الحيوانات والنباتات البرية
نتيجة الصيد والرعي الجائر، ونتيجة الزحف البشري مما أدى إلى اختفاء العديد من
الكائنات البرية. وهذا كله يؤدي إلى حدوث
خلل في التوازن البيئي .
3- لم يسلم الهواء من التلوث بدخول مواد غريبة عليه كالغازات والأبخرة وانتشار
الثورة الصناعية في العالم ، ثم مع هذه الزيادة الرهيبة في عدد السكان ولعل
السيارات هي أسوأ أسباب تلوث الهواء بالرغم من كونها ضرورة من ضروريات الحياة
الحديثة
ونقول : في
الوقت الذي فقد فيه المجاعات والأوبئة كثيراً من قسوتها وضراوتها في إرعاب البشرية
نجد أن تلوث البيئة قد حل محل هذه الأوبئة ، وخطورة التلوث هو أنه من صنع الإنسان
وأن آثاره السيئة تعود عليه وعلى زراعته وصناعته ، بحيث تؤدي في النهاية إلى قتل
النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ، وإلى تغيير شكل الحياة على الأرض ، ومن
الواجب علينا كمسلمين أن نحول منع ذلك بشتى الطرق الممكنة عملاً بقوله تعالى : (مِنْ
أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن
قَتَلَ
نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ
جَمِيعاً
وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ
جَمِيعاً
) المائدة 32
.
ليست هناك تعليقات