Google AdSense

آخر الأخبار

قصة قصيرة الشجرة تتكلم




الشجرة تتكلم


خرج النعمان بن المنذر- أحد ملوك الحيرة قبل الإسلام - يوما للصيد وبصحبته عدي بن زيد وكان حكيما مؤمنا بالله على دين السيد المسيح عليه السلام. وبعد ساعة أو ساعتين من المسير توقفا في الطريق عند شجرة، فقال عدي: 
أيها الأمير أتدري ما تقول هذه الشجرة؟ 
قال النعمان: لا. 
فقال عدي: إنها تقول:

مــن رآنا فليحدث نفسـه      أنه موف على قـرب زوال 
فصروف الدهـر لا تبقى لهـا      ولما تــأتي به صـم الجبال 
رب ركب قد أناخوا حـولنا      يشربون الخمر بالماء الـزلال 
والأبـاريق عليـها فَــدَمٌ      وجياد الخيل تجري بالجـلال 
عمروا الدهـر بعيش حسـن      أمنوا دهرهــم غير وجال 
عصف الدهر بهم وانقرضـوا      وكذاك الدهر حالا بعد حال

ثم جاوزا الشجرة، وسارا في طريقهما حتى وصلا إلى مقبرة، فتوقف عدي عندها وقال: 
أتدري ما تقول هذه المقبرة أيها الأمير؟ 
قال النعمان: بل أخبرنا أنت. 
فقال عدي: إنها تقول:

أيها الركب المُخبون      على الأرض المجدونا 
كما أنتم كذا كنـا      كـلا نحن تكونونا

فقال النعمان بن المنذر: قد علمت يا عدي أن الشجرة والمقبرة لا تتكلمان، وقد علمت أنك إنما أردت عظتي ونصيحتي، فجزاك الله عني خيرا، فما السبيل الذي تدرك به النجاة؟ 
قال عدي: دع عبادة الأوثان واعبد الله وحده. 
قال النعمان: وفي هذا النجاة؟ 
فقال عدي: نعم. 
فقال النعمان: أشهدك على نفسي بأنني قد أقلعت عن عبادة الأوثان، وآمنت بالله وحده لا شريك له.

ليست هناك تعليقات