كتاب آيات شيطانية
كتب الأزمة
آيات شيطانية
تاليف : سلمان رشدى
الناشر: دار فيكنج – لندن
سنة النشر 1988
رواية تصف احوال المهاجرين الهنود إلى بريطانيا
..وتدور حول وأثنين لا يستطيعان التكيف مع الثقافه البريطانيه أو الهنديه على
السواء ويزعم المؤلف أن شخصيات روايته تسعى لكى تصبح إنسانية بالكامل عن طريق
مواجهة الحقائق الكبرى للحب والموت وحياة الروح .
البطلان الرئيسيان فى الرواية يرمزان إلى النبى محمد
صلى الله عليه وسلم وجبريل اللذين يصلان إلى لندن بطريقة غير قانونية ويقومان
بمغامرات للتغلب على رجال الجوازات والهجرة ويعيشان بعد ذلك حياة النبى عليه
الصلاة والسلام.
..ومما يتضمنه الكتاب الكثير من الكفر والمساوىء،
فممنوع على المسلم أن يحك جلده فى بعض اماكن من جسده، والحجاب اطلق عليه الماخور
أو الملهى الليلى أما الشذوذ فمباح فى الإسلام.
وفى الماخور 12 غانية اطلق عليهن أسماء زوجات النبى
ويتمادى الكاتب فى كفره فالقرآن ايحاء من الشيطان، وبعض الصحابه فى ادعاءاته سكارى
ومتشردون وفى الجملة فالرواية تهاجم حياة النبى عليه الصلاة والسلام.
الكتاب فاز بجائزة هوتيبيرد الادبية كأحسن قصة عام
1988، بالمركز الثانى عن جائزة افضل كتاب فى العالم ببريطانيا.. أما المسلمون فى
بريطانيا فقاموا بإحراق الكتاب خارج مجلس
مدينه برادفورد وضغطوا لسحب نسخه الموجودة فى مكتبات سميث بيرادفورد ووافقت ادارة
المكتبات.
ولكن رد الفعل القوى والذى كان له كبير الآثر هو فتوى
الامام الخومينى بإهدار دم المؤلف سلمان رشدى الهندى الاصل البريطانى الجنسية وكان
أن ردت بريطانيا بتجميد علاقاتها الدبلوماسيه مع إيران، ووزير خارجية هولندا ألغى
زيارته المقررة إلى طهران ردا على فتوى الخومينى ووصفها بإنها دعوة للارهاب .
وتحت ضغط الرفض العام للكتاب قرر راجيف غاندى رئيس
وزراء الهند منع دخول الكتاب إلى بلاده وكذلك سنغافوره – مدغشقر- فنزويلا – تركيا
وهو قرار فريد من نوعه نظرا للاتفاقية الموقعة بين الهند وبريطانيا والتى تنص على
بيع ودخول اى كتب تصدر فى البلدين من دون قيد أو شرط.. (المساء 19/1/1989)
موضوع الكتاب فى رأى على اكبر ولايتى وزير خارجية
إيران يستدعى عقد اجتماع طارىء وعاجل لمنظمة الدول الإسلامية على مستوى وزراء
الخارجية ولكن الفكرة قوبلت بالرفض من جانب الكويت التى كانت تتولى رئاسة المنظمة
آنذاك وقالت إنه من المبالغة القول بأن المسأله تحتاج لمثل هذا الاجتماع لأن أى
كتاب لا يمكن أن يؤثر على اى دين. (الاهرام 17/2/1989)
أما عن بيع الكتاب فقد نفذت نسخه فى بريطانيا، التى
بلغت 57 الف نسخه وحجم المبيعات فى الولآيات المتحدة 100 الف نسخة .
صحيفة تايمز اوف انديا الهندية أرجعت سبب وضع المؤلف
لكتابه إلى إنعدام إحساسه تجاه ابناء الدين الذى يفترض إنه ينتمى اليه، وقد يرجع
سبب تأليفه إلى رغبة جامحة فى الشهرة والثروة بصرف النظر عن العواقب.
وتساءل فضيلة الشيخ الغزالى: هل هذا النوع من الكتابة
يدخل فى دائرة الفكر وهل حرية الفكر أن يؤلف رجل كتاباً حول بغى افتتحت محلاً
للدعارة جعلت اللأفته الدالة عليه كلمة (الحجاب) فهل كلمة حجاب تصلح عنوانا لدار
بغاء؟ ثم استاجرت المرأه اثنتى عشرة إمرأة اختارت لهن اسماء زوجات النبى ، أطهر من
مشى على الثرى واندى عباد الله صوتا فى الدعوة إلى الله والشرف والسمو فهل هذا
منهج فى عرض سير الأنبياء أو حتى سير الرجال الكبار؟ وهل هذا من حرية
الفكر؟!! (الاخبار 24/2/1989).
بالرغم من كل ما اثاره سلمان رشدى وآياته الشيطانية
فإن القضية فى تصورنا ليست قضية كتاب أو مؤلف قال عن نفسه إنه كان مسلما ثم ارتد
وخرج سالما من دار الإسلام إلى دار الحضاره والرقى فى الغرب؟
لا .. إن القضية أعمق من هذا ،إنها ببساطة قضية
الصراع بين قيم الإسلام وما يمكن أن نسميه تجاوزا بقيم الغرب، وما سلمان رشدى الا
اداة تافهة من أدوات الصراع .. وما آياته الشيطانية الا مظهر معاصر صغير جداً من
مظاهر الصراع التاريخية بين قيم الإسلام وقيم الغرب . (رفعت سيد أحمد – الأخبار
19/4/1989) .
مع نهاية شهر
ديسمبر من عام 1990 ومن مكان مجهول وقع سلمان رشدى (وثيقة التوبة ) امام د. محمد
على محجوب وزير الأوقاف المصرى إعتذر فيها عما تضمنه كتابه (آيات شيطانية) من
تطاول على الله والرسول والإسلام والقرآن ونص الوثيقه كالتالى:
فى حضور فضيلة الدكتور محمد على محجوب وزير الأوقاف
المصرى ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وبصحبته مجموعة من علماء المسلمين
:
1- أشهد أن لا إله إلا الله وان محمد خاتم رسله
2- أعلن إننى لا اوافق على أية عبارة وردت فى قصتى (آيات شيطانية) تتعرض بالإهانة
للنبى محمد أو تتطاول على الإسلام وتتعرض لصدق القرآن الكريم أو ترفض العبودية.
3- اتعهد بعدم نشر طبعة أخرى من كتابى (آيات شيطانية) وعدم السماح بعقد اى
اتفاقيات جديدة لترجمة الكتاب إلى لغات أخرى واقر بذلك رغم اننى اعلم أن المخاطر
لا تزال محيطة بى .
4- سوف اواصل العمل من اجل تحقيق فهم افضل للاسلام فى العالم كما حاولت ذلك من
قبل. (سلمان رشدى)
ولكن فى فبراير 1992 خرج سلمان من
مخبئه فى لندن وحضر احتفالا فى الذكرى الثالثة لإعلان الحكم بإعدامه والذى اصدره
الخومينى ، وفى الحفل دافع رشدى عن روايته ورغم إنه ضحية الارهاب الدينى وفى جامعة
كولومبيا وفى لقائه مع مجموعة من طلابها اعلن سلمان رشدى إنه سيمضى فى اعادة طبع
روايته آيات شيطانية إلى طبعة شعبية لتوزيعها على اوسع نطاق فى العالم.
أما رد فعل الكتاب على مؤلفه فهو
يعيش فى المجهول وتحرسه فرقة خاصة من أجهزة الأمن البريطانية وحرم من ابنه ظفار
وزوجته ماريان وينجز التى ضجت من الاقامة معه فى مكان سرى وتركته يعانى من الوحدة
ثم طلقته.
سلمان رشدى هندى ولد فى بومباى، فى
الثالثه عشرة انتقل إلى لندن ودرس فى مدارسها وتخرج فى جامعة إكسفورد، فشل فى
انجلترا فهاجر إلى باكستان وعمل فى التليفزيون ثم طرد من عمله ليعود إلى لندن
ليعمل فى التمثيل وكتابة الاعلانات وروايته الأولى بعنوان (أطفال منتصف الليل)
تناولت تقسيم الهند عام 1947 ثم رواية (العار) وكان سلمان رشدى مسلما ثم ارتد
واعلن ذلك وتجنس بالجنسية البريطانية.
كتاب آيات شيطانية يفجر الازمة ضد إيران
بريطانيا تجمد العلاقات ووزير خارجية هولندا يلغى
زيارته لطهران
لندن – اسلام اباد – وكالات
الانباء:
تفجرت ازمة عالمية حول كتاب"
آيات شيطانية" بعد أن أهدر الامام اية الله الخومينى دم مؤلفه الهندى الاصل
البريطانى الجنسيه سلمان رشدى.
فقد أعلنت الحكومة البريطانية
تجميد علاقاتها الدبلوماسية مع إيران رداً على فتوى الزعيم الدينى الإيرانى وبعد
أن طالب الكتاب والناشرون البريطانيون مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء بإتخاذ موقف
قوى ضد طهران.
واعلن وزير خارجية هولندا إنه قرر
الغاء زيارته المقررة لطهران ووصف فتوى الامام الخومينى بإنها دعوة للإرهاب وأعرب
البرلمان الاوروبى فى بيان اصدره امس عن شعوره بالفزع تجاه نداء الخومينى
وتهديداته لدور النشر المتعاقدة مع سلمان رشدى ودعا البرلمان الاوروبى الدول
الاعضاء فيه إلى ابلاغ إيران بأن مصالحها ستتعرض للخطر فى حالة تنفيذ التهديدات
الموجهه للمؤلف البريطانى .
وزادت حدة الموقف عندما أعلن حجة
الإسلام سلمان غفارى سفير إيران لدى الفاتيكان إنه سيقوم بقتل سلمان رشدى إذا عثر
عليه، ووجه تهديدات للحكومة الايطالية والفاتيكان فى حالة السماح بنشر الكتاب فى
ايطاليا.
ومما يذكر أن كتاب آيات شيطانية
يسب زوجات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويتضمن افتراءات كثيرة على الرسول
الكريم.
وقد تلقت وكالة انباء هنديه امس
اتصالاً هاتفياً من شخص قال إنه يمثل إيران حيث هدد بنسف طائرات الخطوط الجوية
البريطانية التى تدخل الهند ما لم يظهر سلمان رشدى من مخبئه .
ومن تونس اعلن مسئول باتحاد الكتاب
الافروآسيويين أن نداء الخومينى غير مقبول بالرغم من أن الكتاب يهاجم الإسلام وهو
هجوم غير مقبول أيضاً.
ومن ناحية أخرى استدعت وزراة
الخارجية الباكستانية أمس سفيرى بريطانيا والولآيات المتحدة وطلب منهما التحرك من اجل
حظر نشر وتوزيع الكتاب وقالت إنه ما لم يحدث ذلك فإنها ستلجأ إلى القضاء البريطانى
لاصدار حكم بهذا المعنى.
وصرح على اكبر ولآياتى وزير خارجية
إيران بأن موضوع الكتاب يستدعى عقد اجتماع طارىء وعاجل لمنظمة الدول الإسلامية على
مستوى وزراء الخارجية لبحث الموضوع، الا أن وزارة الخارجية الكويتية التى تتولى
حاليا رئاسة منظمه المؤتمر الإسلامى استبعدت فكرة عقد هذا الاجتماع وان اى كتاب
مهما كان لايمكن أن يؤثر على دين.
وقد أصدر كبار الفقهاء ورجال الدين
المسلمين فى الهند تصريحات ادانو فيها فتوى الخومينى باهدار دم سلمان رشدى وقالوا
إن الفتوى تتجاوز كل المعايير والمقاييس الفقهية المتعارف عليها فى الشرع الإسلامى
وذلك فى الوقت الذى اذاع فيه راديو طهران أن بعض زعماء الدين الإيرانيين اعلنوا
استعدادهم لتكوين فرق انتحارية لقتل سلمان رشدى.
وفى بريطانيا عزز البوليس
البريطانى حراسته المشددة على سلمان رشدى الذى اختبأ واختفى عن الانظار بعد أن
صدرت الفتوى الإيراينه كما الغى رحلة كان يعتزم القيام بها إلى الولآيات المتحدة
كما عزز البوليس أيضاً حراسته لدار نشر (فايكنج) التى طبعت الكتاب فى بريطانيا.
وتفيد الارقام المتوافرة حالياً
بأن الكتاب قد نفد تقريبا فى بريطانيا وان كل النسخ التى صدرت من طبعته وتقدر بـ57
الف نسخة قد بيعت أما فى الولآيات المتحدة فقد بلغ حجم المبيعات 100 الف نسخة
وهناك حالياً 50 الف نسخة أخرى تحت الطبع وطلبات بطبع 23 الف نسخة أخرى .
ودافع سلمان رشدى عن نفسه ضد التهم
الموجهة اليه من إنه تعمد الإساءه إلى الإسلام وقال إن الكتاب يخلو من اى تعمد
للتشهير وذكر إنه شخصيا لا يعتبر
نفسه (كافرا) بل مسلما كباقى
المسلمين .
وقد انتقد كورادو بالدوتش الخبير
الايطالى الشهير فى العلوم الدينية كتاب آيات شيطانية للكاتب الهندى الاصل
البريطانى الجنسية سلمان رشدى وقال إن هناك حدودا لا يجب تجاوزها عند الحديث فى
المسائل الدينية.
انتهاء (قصائد دينية)
آثار سحب نسخ كتاب (قصائد شيطانية) لمؤلفه سلمان رشدى
الهندى المسلم ردود فعل واسعة فى العاصمة البريطانية سواء بالنسبة للمسلمين أو لرابطة
اتحاد الكتاب والمؤلفين البريطانية.
كان سلمان رشدى المقيم فى بريطانيا
قد فاز بجائزة القصة هذا العام عن كتابه المناهض للاسلام والمسلمين والذى اثار
ردود فعل فى العالم الإسلامى والغربى وأدى إلى اتخاذ راجيف غاندى رئيس وزراء الهند
بقرار فريد من نوعه وهو منع دخول هذا الكتاب للبلاد فى حادثة فريدة من نوعها فى
الهند خاصة أن الهند وبريطانيا وقعتا منذ فتره على اتفاقيه تنص على بيع ودخول اى
كتب تصدر فى البلدين دون قيد أو شرط غير أن المسلمين فى بريطانيا قاموا باحراق هذا
الكتاب خارج مجلس مدينة برافورد هذا الاسبوع وضغطوا لسحب النسخ الموجودة له فى
مكتبات سميث ببرافورد ووست يورك ووافقت ادارة مكتبات سميث وقد تم إحراق الكتاب
الفائز بجائزة هويتبيرد الأدبية كاحسن قصة عام 1988 وبالمركز الثانى عن جائزة افضل
كتاب فى العام ببريطانيا فى حشد حضره اكثر من الف مسلم ظلوا يهتفون ضد الكتاب
ومؤلفه اللذين شوها الإسلام إلى حد بعيد.
وقد شن احد الناشرين واسمه بيل
بوفورد وهو صاحب مجلة جرانتا الادبية حملة ضد الإسلام والمسلمين وانتقد بشدة
استسلام ادراة سميث للضغوط التى اصرت على سحب الكتاب وقصر توزيعه على الاشتراكات
المنزلية فقط.
واضاف بوفورد أن احراق الكتاب
وسحبه من الاسواق يمثل خنوعا وضعفا امام الحركة الإسلامية واعتداء على حرية
التعبير.
المعروف أن فكرة هذا الكتاب أو القصة سيئة إلى
أبعد حد حيث يزعم سلمان رشدى أن النبى صلى الله عليه وسلم قام بإزالة آيتين من
القرآن الكريم لإنه اكتشف أن الشيطان تنكر فى صورة جبريل عليه السلام واملاهما
عليه.
وبالطبع فإن هذا اللغو لا يصدقه اى
عاقل وليس اى شخص متدين سواء كان مسلما أو مسيحيا لأن الشيطان لا يمكن أن يتنكر فى
صور الانبياء أو مبعوثى الوحى.. المؤسف أن سلمان رشدى وهو مسلم يزعم أن نظرته
للاسلام من وجهة نظر (علمانية) وان كل الامور قابلة للمناقشة. المعروف أن برادفورد
بها جالية اسلامية كبيرة تزيد عن 50 الف نسمة.
نذالة سلمان رشدى:
لست نادما على آيات شيطانية
قريبا تصدر فى الولآيات المتحدة قصة جديدة للكاتب
البريطانى الهندى صاحب كتاب آيات شيطانية سلمان رشدى والذى يقيم قى مكان سرى منذ
اكثر من عامين عندما اصدر الزعيم الدينى اية الله الخومينى فتواه الشهيرة باستباحة
قتله .
وقتها رصدت الحكومة الإيرانية
مكافأة ثلاثة مليارات دولار للقاتل إذا كان مسلما ومليونا فقط إذا كان غير مسلم،
وكان ذلك ايذاناً بانتقال سلمان إلى الاقامة فى مكان سرى يتغير باستمرار تحت حراسة
سكوتلاند يارد.
هـــــارون
والقصة الجديدة تحمل عنوان
"هارون وبحر القصص" وتعتمد على الخيال وتدور حول طفل صغير يدعى هارون
يكسب أبوه رشيد رزقه من سرد القصص والحكآيات ويوماً ما فوجىء بالقصص تنفذ من أبية
وأصبح عليه أن يقوم برحلة إلى محيط القصص لاحضار زاد منها لأبيه ويقوم برحلة
خيالية مثيرة تمتلىء بالمغامرات يساعده فيها جنى من جن البحر يدعى "إيف"
ويركب الاثنان طائرا سحريا اسمه "بوت" ثم ينجح الثلاثة فى الوصول إلى
صنبور تسيل منه القصص.
تكهنات
والقصة عادية للغاية وليس فيها جديد، الجيد هنا إنها
تصدر مصحوبة بتكهنات واسعة حول إحتمالات خروج سلمان رشدى من عزلته الإجبارية
المفروضة عليه دون أن يخشى اغتياله ،ويعزز التكهنات عودة العلاقات الدبلوماسية بين
بريطانيا وإيران بعد أن قطعت بسبب فتوى اعدامه.
وصاحب عودة العلاقات تعهد إيرانى
بعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى بما ينطوى فى رأى البعض على تعهد
ضمنى فى نظام الحكم الحالى فى إيران بالتراجع عن رصد المكافأة لاغتيال رشدى.
وزاد من التكهنات أن بريطانيا بدأت
فى تخفيف القيود المفروضة على الإتصال بسلمان رشدى فى مقر اقامته السرى .
حديث تليفزيونى
وبعد أن كانت تمنع الاتصال به وجها لوجه سمحت
للتليفزيون الايطالى باجراء حديث معه وتمت اذاعته، كما اجرت مجلة نيويورك تايمز
الامريكية حديثا معه بمناسبة نشر روايته الجديدة واجرى برنامج 60 دقيقه حديثا معه
للتليفزيون الامريكى.
كما اكدت فرانسيس سوزا رئيسة رابطة
الدفاع عن سلمان رشدى وصديقته الشخصية أن الاتصال به بات اكثر سهولة مما يبدو
كمقدمة لعودة الامور إلى وضعها الطبيعى لكنها تعود فتؤكد أن الحراسة على رشدى لا
تزال صارمة للغاية وإنها لا تشعر أن يوم خروجه إلى الحياة العامة دون أن يخشى على
حياته ليس قريبا.
سلمان رشدى ليس نادماً
والواضح فى حديث سلمان رشدى لبرنامج (60دقيقة)
بالتليفزيون الامريكى إنه لا يشعر بالندم لما ورد فى كتابه آيات شيطانية يقول رشدى
فى تصريحاته الحاسمة إنه يأمل فى أن يسود العقل فى النهاية ولا يعتقد أن هناك
كثيرين يهتمون بإيذائه، كما يعتقد إن معظم المسلمين يتحلون بالعقل وان المتعطشين
للدماء بين البشر عددهم قليل للغايه وقال أن الهدف إذا كان عقابه على الكتاب
فيعتقد إنه نال نوعا من العقاب بحرمإنه من ابنه ظفار 11 عاما وزوجته الكاتبة
ماريان ويجنز التى ضجت بالاقامة معه فى مكان سرى وتركته يعانى الوحدة فى يوليو
1989.
تحت الضغوط النفسيه التى استمرت ثلاث سنوات فى المخبأ
سلمان رشدى يهاجم الجميع ابتداء بالزعماء المتمسكين
حتى... زوجتة
ظهر سلمان رشدى مؤلف كتاب آيات شيطانية على شاشة
التليفزيون البريطانى فى لقاء اجرته معه مقدمة برنامج "ساعة للمرأة"
بمحطة البى بى سى وكانت هذه هى المرة الأولى التى يظهر فيها علنا خارج مخبئه امام
ملايين المتفرجين خلال ثلاث سنوات بعد أن طالب الاصوليون الإسلاميون براسه بسبب
تهجمه على الدين وكبار الشخصيات الإسلامية.
فى هذا اللقاء الذى جرى فى الاسبوع
الماضى هاجم سلمان رشدى شخصيتين هما ايةالله الخومينى – الذى أصدر فتوى بإباحة
دمه- وزوجته الامريكية التى انفصلت عنه – ماريا ويجنز – مدعيا إنها تسىء اليه
وتستغل اسمه.
ويبدو أن الضغوط النفسية التى تعرض
لها سلمان رشدى خلال مدة اختبائه خشية انتقام المتشددين الإسلاميين وخشية الاغتيال
قد أثرت عليه تاثيرا خطيرا.
فقد ذكر سلمان رشدى أن زوجته
الامريكية الكاتبة ماريان التى انفصلت عنه وآثرت النجاة بجلدها بعد صدور الحكم
الإعدام عليه من المتشددين تستغل اسمه وتدعى فى الاذاعة والتليفزيون بأن انفصالها
مسألة مؤقتة وغير حقيقة لإنهما يحبان بعضهما وهذا غير حقيقى وقال إن آخر مرة شاهد
فيها زوجته ماريان كان منذ اكثر من سنة واضاف قائل: إنها تريد الحصول على منافع
شخصية اعتمادا على منافع شخصية اعتمادا على اسمه وصلتها به وذكر إنه يرفض الدخول
معها فى معركة كلامية.
والمعروف أن الزوجين يتخذان حاليا
اجراءات الطلاق فيما اعلن سلمان رشدى عن خطته الخاصة بالزواج من صديقته الجديدة فى
نهاية هذا العام.
وكانت السيدة ماريان ويجنز 44 سنة
قد اتهمت زوجها بإنه ضعيف ومصاب بالاكتئاب الذاتى وكان سلمان قد تزوج من الكاتبة
ماريان قبل أشهر قليلة من صدور حكم الاعدام علي من المتشددين بتهمة الهرطقة وتحملت
معه ضغوط الاختباء والحراسة على مدار الساعة من منزل إلى آخر لمدة خمسة اشهر لكنها
لم تطق الاستمرار على هذه الحال فهجرته وعادت سرا إلى بلدها الولآيات المتحدة فى
يوليو 1989 .
والعروف أن ماريان وسلمان لم ينجبا
اطفالا، وقال سلمان رشدى فى حديثه المذاع إن زوجته بعد أن قالت إن انفصالها مؤقت
بسبب الربط العاطفى الذى لا يزال قائما عادت فصرحت بإنها تتخذ اجراءات الطلاق
قائلة: أن زوجها بلا مبدأ وعلى إستعداد لأن يقول أو يفعل اى شىء لإنقاذ نفسه خاصة
وان الذين اصدروا حكمهم باعدامه عادوا مؤخراً فزادوا المكافأة التى خصصوها لمن
ياتى برأسه واضاف سلمان رشدى قائلا: إن قرارها تركه وحيداً كان هو القشة التى قصمت
ظهر البعير واتهمها بأن تصريحاتها متناقضة وهذا "شىء يؤسف له" .
واثناء حديثه المذاع على الشاشة
البريطاينة الصغيرة هاجم سلمان المذيعة قائلا:إنه متضايق من اشخاص كثيرين ابتداء
من اية الله الخومينى حتى غلوريا هاينفورد. وكانت المذيعة قد وجهت له سؤالا يقول :
ألم تكن تعرف رد فعل العالم
الإسلامى والجالية الإسلامية فى بريطانيا قبل نشر الكتاب" آيات
شيطانية"؟
ورد سلمان فى غضب قائلا: لا حق لك
فى لومى فأنا الشخص الوحيد الذى يتعرض للهجوم باستمرار وعلينا أن نضع الامر فى
نصابه الحقيقى.
واضاف قائلا: اننى فقط اهاجم
الارهاب الدينى ينبغى الفصل بين الاضطهاد والدين
وكما يبدو من حديث سلمان رشدى فإن
قضاءه ثلاث سنوات كاملة تحت الحراسة وفى اماكن سرية وفى ظل تهديد مستمر بالقتل قد
اثر على اعصابه تاثيرا رهيبا.
وفى الاسبوع الماضى بدأ سلمان عامه
الرابع فى المخبأ السرى وتحت حراسة مشددة على مدار الساعة.
وكان احد القراء قد بعث رسالة
شديدة اللهجة إلى احد صحف التابلويد البريطانية يقول فيها أن حراسة سلمان الدائمة
تكلف دافعى الضرائب البريطانيين مبلغ مليون جنيه استرلينى فى السنة وعليه هو أن
يجد الوسيله لحماية نفسه دون أن يكلف الخزانة البريطانيه شيئاً.
الا أن سلمان الذى حقق مبالغ كبيرة
من مبيعات كتابه قال إن كثير من الأغنياء فى بريطانيا يتمتعون برعاية الحكومة
البريطانية واهتمامها ولم يطالبهم احد بأن يدفعوا اية مبالغ مالية مقابل هذه
الرعاية.
وأشار إلى إنه لا يريد أن يظل
حبيسا إلى ما لا نهاية وهو يريد أن يرى ابنه ظفار البالغ من العمر 12 سنة من زواجه
الأول وقال إنه ظل يسمع صوته على الهاتف دون أن يراه.
ورغم أن سلمان رشدى الف كتابين بعد
آيات شيطانية فى مخبئه خلال السنوات الثلاث الماضية فإنه يرى أن اى يوم يمر دون
تمتعه بالحياة العادية يعتبر يوما ضائعا من حياته.
وقال: إنة ينبغى محاكمة لزعماء
الإسلاميين فى الجالية الإسلامية ببريطانيا بتهمة التحريض على قتله. وأن من
مسئولية الدولة إيجاد حل لهذه المشكلة العويصة التى يعيشها.
واضاف قائلا: إن هولاء هم الذين
يتحدون القانون وتحديهم للقانون يعنى تحديا للدوله وللبرلمان" وقال : لو أننى
مثلا طلبت قتل الملكة وقلت إن ذلك أمر شرعى بالنسبة لفرق الاغتيال كى تقوم بالمهمة
فلا أعتقد أن أحداً فى بريطانيا سيتركنى وشأنى ومن العجيب حقا أن اسمع الناس فى
الشوراع تنادى بقتلى والكل يقف مكتوفى الايدى دون أن يتحرك احد لوقفهم
المسـاء: حصلت على وثيقة التوبة لسلمان رشدى
قال بعد توقيعها : شكراً.. للرئيس مبارك
ساعدنى فى عقد مصالحة ..مع العالم الإسلامى
لندن- نيويورك – مصطفى البحيرى
ووكالات الانباء:
وجه الكاتب الهندى الاصل سلمان
رشدى الشكر إلى الرئيس حسنى مبارك لمساعدته فى عقد مصالحة مع العالم الإسلامى بعد
أن اصدرت إيران حكما باعدامه بسبب ما ورد فى كتابه آيات شيطانية قال سلمان رشدى فى
مؤتمر صحفى عقده فى مكان مجهول بالتليفون عقب توقيع وثيقة توبة أمام د. محمد على
محجوب وزير الاوقاف : إننى اشعر بامتنان يفوق كثيرا ما كنت اشعر به بالامس.
حصلت المساء على نص وثيقة التوبة
التى وقعها سلمان رشدى وأعتذر فيها عما تضمنه كتابه آيات شيطانية من تطاول على
الله والإسلام والرسول.
اعلن سلمان رشدى فى هذه الوثيقة
توبته إلى الله وشهد بأن لا إله إلا الله وان سيدنا محمد خاتم رسله، وتعهد بعد نشر
طبعة أخرى من الكتاب وفيما يلى ترجمة الوثيقه:
فى حضور فضيلة الدكتور محمد على
محجوب وزير الاوقاف المصرى ورئيس المجلس الاعلى للشئون الإسلامية وبصحبته مجموعة
من علماء المسلمين:
1-اشهد أن لا إله ‘لا الله وان
محمد خاتم رسله
2- اعلن اننى لا اوافق على أية
عبارة وردت فى قصتى آيات شيطانية تتعرض بالاهإنة للنبى محمد أو تتطاول على الإسلام
أو تتعرض للقرآن الكريم أو ترفض العبودية .
3-اتعهد بعدم نشر طبعة أخرى من
كتابى آيات شيطانية وعدم السماح بعقد اى اتفاقيات جديدة لترجمة الكتاب إلى لغات
أخرى وأقر بذلك برغم إننى اعلم أن المخاطر لا تزال محيطة بى .
5- سوف اواصل العمل من اجل تحقيق فهم افضل للاسلام فى العالم كما حاولت ذلك
دائماً من قبل . "سلمان
رشدى"
حضر المقابلة والتوقيع على الوثيقة :
1- د.محمد على محجوب وزير الاوقاف المصرى .
2- د.هشام العيسوى رئيس الجمعية الإسلامية لدعم التسامح الدينى بالمملكة
المتحدة.
3- د.زكى بدوى مدير الكلية الإسلامية ببريطانيا.
4- يوسف أحمد الشرقاوى
5- د.جمال منا
6- الشيخ أحمد خليفة .
وفى نيويورك طالب المجلس القومى
للشئون الإسلامية فى الولآيات المتحده إيران بالغاء حكم الاعدام الذى اصدرته على
سلمان رشدى بعد أن تراجع عما ورد فى كتابه آيات شيطانية قال المجلس فى بيان له أن
رئيسه الدكتور محمد المهدى سيلتقى بسلمان رشدى قريباً فى لندن.
سلمان رشدى يتحدى من جديد
آيات شيطانية تصدر فى طبعه شعبيه
سلمان رشدى صاحب رواية الآيات الشيطاينه التى تموج
بالاساءة إلى الإسلام والمسلمين خرج من مخبئه فى لندن هذا الاسبوع حيث حضر احتفالا
اقامه له بعض اصدقائه من الكتاب فى الذكرى السنوية الثالثة لاعلان الحكم باعدامه
والذى اصدره ضده الامام الراحل الخومينى.
القى سلمان رشدى كلمة فى المحتفلين
به دافع فيها عن روايته وزعم إنه ضحية لما يسميه بالإرهاب الدينى وإنه يرغب فى
العودة إلى الحياة الطبيعية لإنه قد تعب من العيش كشخص مجهول .
قال راديو لندن : إن رشدى لم يشر
فى خطابه إلى إنه يعتزم سحب روايته من الاسواق ولكنه اكد إنه يرفض التنازل عن حقه
فى نشر اعماله.
وسط تصفيق غادر سلمان رشدى الاجتماع الذى عقد
فى" ستايشنر زهال" ونقل وقائعه التليفزيون حيث دعا الحكومة البريطانية
إلى الضغط على إيران لرفع عقوبة الاعدام عنه.
وقال بصوت متهدج :إن وجودى بينكم
لا يعنى أن مشكلتى قد حلت ولكن الخطر الآن اكبر من اى وقت مضى وإنه قد آن الآوان
للانتهاء من ذلك
يذكر ان سلمان رشدى يعيش وسط حماية
فريق خاص من اجهزة الامن البريطانيه وكان سلمان رشدى قد غادر مخبأه فى لندن منذ
حوالى شهرين حيث ظهر فجاه فى جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الامريكية فى لقائه
مع مجموعه من طلبتها حيث اعلن امامهم إنه سيمضى فى اعادة طبع روايته آيات شيطانية
إلى طبعة شعبية لتوزيعها على اوسع نطاق فى العالم .
اعلن ذلك فى تحد صارخ وبذىء وكان
الدكتور محمد على محجوب وزير الاوقاف قد اعلن منذ حوالى عام وبعد عودته من زيارة
للندن إنه اجتمع خلال هذه الزيارة بسلمان رشدى بناء على طلبه وإنه اعلن توبته عما
جاء فى روايته، واضاف الوزير يومها: أن سلمان رشدى ابدى اسفه عما سببه من اساءة
لمشاعر المسلمين وإنه سيزور مصر ليلتقى بشيخ الازهر وليؤكد هذه التوبة وليعرض
استعداده للعمل مع الإسلام والمسلمين فى مجال الابداع والفكر والادب.
أزمة آيات شيطانية
إيران تقطع علاقاتها مع بريطانيا
الاحباط يصيب اهالى الرهائن بلبنان
طهران – وكالات الانباء- :
اعلنت إيران امس قطع علاقاتها
البلوماسية مع بريطانيا وذلك بعد انتهاء مهلة الاسبوع التى حددها البرلمان
الإيرانى لبريطانيا لاعادة النظر فى موقفها فى قضية الكاتب البريطانى سلمان رشدى
وروايته آيات شيطانية وقد اعلن متحدث رسمى فى لندن أن الحكومة البريطانية ستعلن عن
رد فعلها فور تلقيها رسميا القرار الإيرانى.
وفى الوقت نفسه أكد وليم وولدجريف
وزير العدل البريطانى للشئون الخارجية أن بلاده تحترم الإسلام وإنها تتفهم مدى
الاساءة والاهإنة التى لحقت بالمسلمين بسبب الكتاب وكانت مارجريت تاتشر رئيسة
الوزراء البريطانية ووزير خارجيتها جيفرى هاو قد اعلنا أن رواية آيات شيطانية تجرح
مشاعر المسلمين ولكنهما دافعا عن حق رشدى فى التعبير وقد وصفت الاذاعه الإيراينة
هذه التصريحات بإنها تلاعب بالالفاظ.
وكانت بريطانيا قد استدعت بعثتها
البلوماسية من طهران فى الشهر الماضى احتجاجا على قرار الزعيم الإيرانى الخومينى
باهدار دم رشدى، كما اسهمت بريطانيا فى تشجيع الدول الـ 11 الاعضاء فى الجماعة
الاوروبية على استدعاء رؤساء بعثاتها الدبلوماسية من طهران بسبب قرار الخومينى .
وقد اعرب اقارب الرهائن
البريطانيين المحتجزين فى لبنان عن حزنهم فى اعقاب القرار الإيرانى بقطع العلاقات
مع بريطانيا وذلك بسبب خروج طرف رئيسى كان من الممكن أن يسهم فى عملية اطلاق سراح
الرهائن حيث يتردد أن محتجزى الرهائن لهم صلات قوية مع إيران.
فى مهارة ماكرة خبيثة استطاع
الاعلام الغربى والحماقة الإيرانية المستترة فى عباءة الفتوى الدينيه أن يحولا
كتاباً رديئاً ورواية مهلهلة سخيفة البناء وركيكة الكتابة إلى كتاب رائع مشهور
والى عمل فكرى خطير الاهميه يتعين علينا أن نحتشد لكى نرد على ما يحشده فيه مؤلفه
من اهانات اواكاذيب، وفى اعتقادى أن الاعلام الغربى قد اعتمد على ما يعرفه من
اندفاعنا المعهود إلى خوض المعارك عند أول استفزاز لمشاعرنا القوية العميقة دون أن
نتبين شيئاً حقيقيا عن نوع المعركة – ولا عن ساحتها الفعلية.
الاسئله الأولى والملامح الخارجية فى : آيات شيطانية
لقد قرأوا الكتاب (الرواية) قبلنا
وعرفوا إنه يثير قضية بالغة الاهمية والخطورة بالنسبة لهم سوف نتناولها حالا، وعرفوا
أيضاً أن الكاتب المشوش الفكر المهتز العقيدة الفاقد الانتماء لوطنه وامته الساعى
إلى الارتباط – كالموالى - بعجلة وجهاز الدعاية الغربية بالذات عرفوا أن هذا
الكاتب قد احاط تلك القضية الخطيرة فى كتابه بكمية من ركام الاكاذيب القديمة
والاهانات المردودة عن الإسلام وكتابه الذى حمل إلى الانسانية كلام الله تعالى وعن
رسوله الكريم صلوات الله عليه وسلامه وعن صحابته وازواجه وإنه قد ربط بشكل سطحى
ومتعمد بين تلك الصورة الكاذبة القديمة عن الإسلام والقرآن الكريم وعن الرسول وبين
صورة أخرى لاية الله الخومينى نفسه بالاسم تقريبا مع تحريف بسيط ومع استخدام لقب
الامام دائماً والإشاره إلى مدينة " قم " باسم ديش تصور الخومينى فى
صورة إنسان مخبول متوحش واسطورى (مثل شخصيه شيخ الجزيره الجنى القعيد فى حكآيات
السندباد البحرى فى الف ليلة ليلة الذى يستعبد السندباد) ولكن الامام فى الرواية يستعبد
احد بطليها الذى يتصور نفسه سيدنا جبريل عليه السلام
عرف الاعلام الغربى كل ذلك فاخذ
ينشر باصرار ويبث أخباراً عن هذا الجانب بالذات من الرواية ولما بدأ رد الفعل
الإسلامى المطلوب والمتوقع فى الظهور التدريجى نشروا فى صفاحتهم مقتطفات مختاره من
الرواية تركت أساساً فى الاجزاء التى تتناول الإسلام وكتابه ورسوله والامام وجاء
رد الفعل الإيرانى بالضبط كما توقعوا وارادوا: فتوى من الامام نفسه ومن جهازه
الدينى بقتل المؤلف لإنه مرتد واعلان خروج فرقة الاعدام لتبحث عن المؤلف التافه
وقتله لإنه سب الإسلام ورسوله وكتابه.
ولم تذكر إيران أبداً إنها قررت
قتل المؤلف لإنه سب أيضاً الخومينى ولكن إيران وحكومتها والخومينى كسبوا نقطة هامة
فى انظار الكثيرين من المسلمين فى العالم فقد ظهروا فى مظهر المدافع الأول عن
الإسلام وعن رموزه الكبرى واركإنه المقدسة وظهروا بمظهر الفارس الشجاع الذى يتصدى
لأكاذيب المرتدين وافتراءتهم التى يروجها كاتب متوسط الموهبة تافه المكانه لم يأبه
له احد من قبل كثيرا .
فهل كانت هذه مسألة مرتبه من قبل
شارك فيها سلمان رشدى مع دار فيكنج الامريكيه التى اندمجت قبل شهر مع دار بنجوين
العملاقة ومجموعتها المشهورة للنشر والتى تقول الصفحة الثالثة من الكتاب الضخم
بغلافه القوى وكسائه الخارجى الثمين - إنها هى التى تولت النشر باسم دار فيكنج؟
أم أن الناشرين الاذكياء رأوا أن
الرواية رغم رداءتها البالغةه من الناحية الفنية التى شهد بها النقاد المحترمون
الذين يعملون لحساب شركتى فيكنج وبنجوين، ورغم خطورة القضية الحقيقية التى يثيرها
على الغرب وفى الغرب بالذات رأوا - اى الناشرون - أن فى الرواية امكانية مغرية
لتوظيفها فى خدمة اغراض أخرى ليس من بينها مساعدة إيران على تبييض وجهها أمام
جماهير المسلمين أو مساعدة نظامها على استنفار روح الشعب الإيرانى واعادة حشده حول
ذلك النظام وأن الضجة التى يمكن اثارتها حول الروايه من زاوية عدائها للاسلام يمكن
أن تجعلها رواية مربحة؟
إن الرواية فى حقيقتها موجهه
أساساً إلى جمهور محدد هو جمهور المسلمين المقيمين فى اوروبا الغربية والطامحين
إلى هدفين فى وقت واحد: الهدف الأول هو أن تقبلهم المجتمعات الغربية التى هاجروا
اليها - وكسب الكثيرون منهم جنسياتها - قبولا نهائيا بوصفهم اعضاء أساسيين
ومواطنين لهم كل حقوق وامتيازات المواطنة وذلك فى مواجهة موجة الكراهية العنصرية
والطبقية ضدهم والتى ترسمها الرواية أيضاً باستفاضة، والهدف الثانى الذى تتحدث
الرواية إنه الهدف الرئيسى للمسلمين الملونين فى اوروبا هو أن يقولوا "هداية
اوروبا وانقاذها من نفسها بالإسلام .
إن أحد بطلى الرواية المسمى جبريل
فاريشتا والذى اصابه سقوطه من طائرة على ارتفاع شاهق فوق الشاطىء الانجليزى بنوع
من المرض النفسى (شيزوفرانيا) كما تقول الرواية جعله يتخيل نفسه سيدنا جبريل رسول
الله إلى الانبياء وكبير ملائكته إن هذا الـ "جبريل" الروائى يقرر فى
نوبات مرضه أن يهدى لندن رغم انفها وان يحولها إلى الايمان مثلما ساعد من قبل فى
تحويل العرب ومدينتهم التى يسميها المؤلف "الجاهلية".
ولكن جبريل لا ينفرد بهذه الرغبة فى فرض الإسلام
على لندن وانما يشاركه فيها الكثيرون .
هكذا يقدم السيد سلمان رشدى المسلمين المستوطنين فى
اوروبا الغربية باعتبارهم خطراً داهماً على اوروبا وعلى تكوينها الحضارى الثقافى
ليس فقط بوصفهم ارهابيين فعليين محتملين وانما بوصفهم أقلية تتكاثر بسرعة وتجتذب
أعداداً متزايدة من سقط طبقات المجتمعات الاوروبية ذاتها (وذلك فى فصول الرواية :
الأول بعنوان الملاك جبريل والثالث بعنوان غريب اللووين : ديووين Ellowen Deeown وفى الفصل الخامس: مدينة مرئية ولكنها خفية
والسابع: الملاك عزرائيل.. اى أن الرواية تركز فى اربعة فصول على هذه القضية وما
ينبع منها من قضايا ثانوية من بين فصول الرواية التسعة) .
ولكن ما هو الإسلام الذى يقدمه سلمان رشدى فى روايته
باعتباره ذلك الخطر الداهم على اوروبا والغرب؟
إنه يقدم نوعين أو صورتين للإسلام الصورة الأولى هى
الصورة التى تحدثت عنها من قبل والتى حرص الاعلام الغربى على نشر الاخبار عنها
والمقتطفات منها (هذه المقتطفات التى ارجح أن أحداً من كتابنا لم يقرأ غيرها أو لم
يقرأ بعناية سواها، وربما يكونون قد مروا على باقى الرواية مرور الكرام ) وتلك الصورة
قائمه أساساً على الاكاذيب المعروفة التى نشرت ونوقشت ودحضت من قبل عشرات المرات
بدأها يهود المدينة فى صراعهم الشيطانى الفاشل ضد الإسلام فى حياة الرسول صلوات
الله وسلامه عليه واستعانوا فيها باقوال بعض مثقفى مكه الجاهلين القدامى وهى نفسها
الاكاذيب التى روجها الغرب فى الفترة الممتدة بين الحروب الصليبية وحروب الاندلس
والحروب ضد الاتراك العثمانيين وحتى العصر الإستعمارى بين القرون الثامن عشر
والعشرين، وهى نفسها الاكاذيب التى تروجها الدعايه أو التحالف الدعائى المعاصر
الصهيونى الاستعمارى والذى يستعين- للعجب – بكثير من دعاوى فرق شيعية بعينها قديمة
ومستهلكة.
أما الصورة الثانية – والمهمه للغاية – فهى صورة ذات
شقين معاصرين : الشق الأول هو الإسلام الشعبى الذى يتجلى فى تصرفات الجماهير
المتخلفة المنقادة للمشعوذين والدراويش البسطاء داخل مجاهل عالمنا الإسلامى فى
اسيا وشبه القارة الهندية وافريقيا (وهذه الصورة تتجلى فى الفصول الرابع بعنوان:
عائشة والثانى بعنوان :شق بحر العرب ،والتاسع:بعنوان مصباح عجيب)
أما الشق الثانى فهو إسلام المسلمين المغتربين فى
اوروبا الذين يتكونون اما من جهلة بدينهم الحقيقى وباى دين اخر ثم اجتذابهم موجه
البترول وامواله والتوسع "المالى / السياسى" وموجة الدعاية للإسلام
المحارب العائد إلى الجهاد بالسلاح أو الفلوس هذه الموجة التى روج لها عمدا لكى
تغطى على حقيقة حركة التحرر الوطنى فى البلاد ذات التكوين الثقافى الحضارى
الإسلامى، واما غوغاء بسطاء لا عقل لهم يعرفون الشعائر الإسلامية ولا يعرفون مضمون
الإيمان الإسلامى الصحيح وهولاء ليسوا سوى القاعدة التى يتحرك وسطها ويحركها اصحاب
الدعاية للإسلام الغازى العائد لكى يفتح الغرب ويفرض عليه الهداية بواسطة جبريل
الذى يحمل الامام على كتفيه ويهبط فوق لندن لكى يجها إلى الطريق المستقيم بالزعيق
والجنون!.
وتلك صور للإسلام ملفقة أولاً ثم إنها تخدم الدعاية
الغربية عموما والصهيونية خصوصا ولا تخدم أحداً غيرهما والمدهش أن المؤلف يختم
روايته بالدعوة إلى عودة المهاجرين الواعين إلى اوطانهم مع أنه هو نفسه بكل هذا
الوعى الذى يدعيه بريطانى جنسية وغربى اقامة وانتماء وولاء ولا اظنه ينوى أو يريد
العوده إلى الهند أبداً مع أن بطله الثانى (صلاح الدين شامشا) الذى تحول بالفعل لا
بالوهم إلى شيطان فى صورة عنزة شوهاء ثم استعاد انسانيته بفضل الوعى .)
يعود إلى الهند لكى يرتبط من جديد بجذوره ولكى يبدى
اعجابه بجهود حزب الهند الشيوعى الماركسى" من اجل توحيد شعب الهند ".
وهذا "الخط" المفاجىء فى نهاية الآيات
الشيطاينة قد يفرض التساؤل : هل سلمان رشدى شيوعى ماركسى ؟ أم مجرد عميل خائب
لدوائر دعائية مريبة؟ أم كاتب ردىء قرر أن يحاول النجاح باى ثمن فاعاد كتابه رواية
فاشلة وفقا لشروط الناشرين ودعايتهم المريبة لكى يساعدوه على النجاح؟
هذه اسئلة جادة وهامة لا يمكن الاجابة عليها وعلى
غيرها حتى نفهم الخطورة الحقيقية لهذه الرواية الرديئة الا بقراءتها بالتفصيل فإلى
المقال القادم.
حكاية سلمان رشدى صاحب الأشعار الشيطانية
محاضرات الغرب عن حرية التعبير موجهة إلى العنوان الخطأ
فتوى الخومينى قدمت خدمة لاعداء الإسلام
فتوى آية الله الخومينى بقتل مؤلف
احدى الروايات "سلمان رشدى" قدمت سلاحا لهولاء الذين يناهضون الإسلام
ويحاربون باعتبار أن المسلمين ليس لديهم وسيلة للحديث عن دينهم وثقافتهم غير
العنف.
وخلال تصريحات قادة الدول واجتماعات البرلمان الاروبى
والمجموعة الاوروبية وتبادل سحب المبعوثين الدبلوماسيين بين العواصم الاوروبية
وطهران ضاعت حقائق كثيرة وترددت مزاعم بأن المسلمين يريدون حرمان الاوربيين
والامريكيين من حرية قراءة ما يشاءون والتفكير كيفما يشاءون مما يهدد حضارة عالمهم
.
غير أن الخومينى ليس هو الإسلام والضيق بحرية الراى
تراث اوربى وامريكى وليس اسلاميا وكتاب
قيمة له يعجز عن تشويه صورة الإسلام بالقدر الذى يفعله الإمام الخومينى.
نشأ سلمان رشدى كمواطن مسلم "انجلو – هندى"
فى الهند الهندوكية وقد جعلته بشرته الاقرب إلى اللون الابيض نسبيا يبرز بين شباب
مدينة بومباى الهندية مسقط رأسه وحاول أن يتميز أيضاً وهو فى سن الثالثة عشرة
عندما كان تلميذاً فى واحدة من أكبر مدارس انجلترا" راجبى " وفى البداية
وجد أن تخصصه فى التاريخ بجامعة كيمبردج هو المجال الملائم لنشاطه فى صفوف اليسار
الراديكالى وبعد أن تخرج فى الجامعة عمل فى مجال الاعلانات.
قوبلت روايتة
الأولى "جريموس" التى نشرت فى عام 1975 بتجاهل تام وحاول أن يفسر ذلك
بانه يكتب بطريقة تجريبية تعتمد على النقل المباشر من الواقع وبدأ سلمان رشدى يصبح
محوراً للجدل اول مره فى عام 1980 عندما نشر روايته "اطفال منصف الليل"
وهى قصة طفل ولد فى نفس لحظه استقلال الهند ويكشف أن هناك نوعاً من التخاطر
"اتصال عقل بعقل اخر" بحيث يشعر اصحابهما بنفس الشعور فى نفس الوقت بطريقة
غير عادية بينه وبين الف طفل اخر ولدوا فى نفس الساعة.
العالم الثالث المظلوم
وفى وقت كان المناخ العام أو التيار السائد فى اوروبا
يميل إلى تشجيع ادباء ينتمون فى الاصل إلى العالم الثالث فقد حصل سلمان رشدى بهذه
الروايه على اكبر جائزه ادبيه فى بريطانيا عام 1981 وهى جائزة "بوكر"
كما حصل على عدة جوائز أخرى وقد اثارت تلك الرواية غضب السيدة انديرا غاندى رئيس
وزارء الهند فى ذلك الوقت، التى هددت باقامة دعوى ضد المؤلف بسبب هجومه على
برامجها فى التعقيم الاجبارى للرجال لتحديد النسل، وساعده نجاح اطفال منتصف الليل
على أن يتفرغ للكتابة وهو نجاح نسبى نظرا للظروف المشار اليها ولكن توزيع الكتاب
كان فى المستوى العادى للكتب المتوسطة.
وحصل كتابه التالى واسمه "العار" الذى تهكم
فيه على السياسات الباكستانية على جائزة احسن كتاب اجنبى فى فرنسا فى عام 1983
ولكن المؤلف المغرور ثار غضبا عندما لم يفز "العار" "بجائزة بوكر
الانجليزية" وانفجر فى وجه لجنة التحكيم عندما قرروا منح الجائزة لروائى اخر.
ولا يخفى
سلمان رشدى أنه ملحد ويقول: إنه مثل احدى شخصياته فى رواية اطفال منتصف الليل وقد
فقدت ايمانها وبقى ثقب فى داخلها ويرمز بهذا الثقب إلى الفراغ بعد الايمان .
ويدعى الرجل أنه يدافع عن الحريات المدنية وقد كتب
مقالات لمجلات ثقافية بريطانيه ينتقد سياسات مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا
لانها تحد من حرية الكلام على حد قوله.
وقد استكمل كتابة روايته "آيات شيطانية" فى
عام 1988 ووضع بعد ذلك كتاب رحلات بعنوان "ابتسامة النمر الامريكى":
رحلة إلى نيكاراجوا، ثم كتب تمثيليتين للتليفزيون.
وسلمان رشدى
زميل فى الجمعية الملكية للأدب وعضو فى معهد الفيلم البريطانى ومعهد الفنون
المعاصرة وقد تم حظر كتبه المترجمه فى دول عديدة كلها اسلامية وكان سلمان رشدى قد
وقع عقدا مع دار نشر "فايكنج بنجوين" البريطانيه فى عام 1986 قيمته
حوالى 712 الف جنيه استرلينى وهى الدار التى تولت نشر" آيات شيطانية."
خيال شيطانى
وتدور هذه الآيات حول أثنين من
المهاجرين الهنود لا يستطيعان التكيف مع الثقافة البريطانية أو الهندية على السواء
ويزعم المؤلف أن شخصيات روايته تسعى لكى تصبح انسانية بالكامل عن طريق مواجهة
الحقائق الكبرى للحب والموت وحياة الروح. ويصور الكتاب فى قالب خيالى وبطريقة
السرد السيريالية مؤسس دين خيالى ومعركة بين الخير والشر ولكن الركوز التى
يستخدمها تشير إلى أنه يتحدث عن الإسلام فهو يدخل تعديلا طفيفا على اسم النبى محمد
صلى الله عليه وسلم وجبريل وثمه ايحاء وسط
هذا السرد اللاعقلانى بأن القرآن الكريم ليس كلمات الله كما إن ثمة مساس فى هذا
الاطار بزوجات النبى .
وكانت الهند هى اول دولة تقرر حظر
هذا الكتاب فى شهر اكتوبر الماضى وبعدها توالى الحظر وبدأت الاحتجاجات ضد الكتاب
فى أواخر العام الماضى حين قام المسلمون فى بريطانيا بإحراق نسخ منه واجمع كافة
المسلمين فى العالم على أن رواية آيات شيطانية تسىء إلى الإسلام والمسلمين.
تقول صحيفة تايمز اوف انديا الهندية: إن سبب وضع
سلمان رشدى لهذا الكتاب قد يرجع إلى انعدام احساسه تجاه أبناء الدين الذى يفترض
أنه ينتمى اليه، وقد يرجع إلى رغبة جامحة فى الشهرة والثروة بصرف النظر عن العواقب
.
ولكن ما هى العواقب : ستة قتلى حتى
الآن وعدد لا يحصى من الجرحى فى الهند وباكستان واشاعة الكراهية فى الغرب ضد
الإسلام وكلها امور لا يستطيع التهرب من تحمل مسئوليته الادبية عنها ولكن لا شىء
من ذلك - كما تقول الصحيفة - يفسر فضلا عن أنه لا يبرر فتوى اية الله الخومينى.
مفاجأة
الفتوى
وكانت مفاجأة فتوى قتل سلمان رشدى
التى اصدرها الخومينى هى التى جعلت موضوع كتاب آيات شيطانية ومؤلفه يقفزان إلى العناوين
الرئيسية فى صحف وإذاعات العالم وفجأه أيضاً عقب الفتوى إزدادت اهمية هذا الكتاب
الذى لا يتمتع بأية قيمة موضوعية أو فنية.. وتزاحمت دور النشر فى انحاء العالم على
ترجمته وطبعه ونشره وصدرت بيانات وتصريحات من كبار المسئولين فى كل انحاء الغرب
كان اخرها الرئيس الامريكى جورج بوش !!
ووجد جورج بوش وقادة الغرب فى فتوى
الخومينى دليلا على الارهاب الذى تمارسه وترعاه وتشجعه وتنفذه احدى الدول، والغريب
ان الحال لم يكن كذلك واسرائيل تقتل الأطفال فى الاراضى الفلسطينية المحتلة منذ
اكثر من خمسة عشر شهرا وتحرقهم - وليس الكتب - احياء.
من يدفع
الثمن
ووصلت قيمة المكافأت التىتم
اعتمادها وتخصيصها فى ايران لمن يقتل سلمان رشدى حوالى سبعة ملايين دولار إلى حد
أن صحيفة كيهان انترناشيونال الايرانيه التى تصدر باللغة الإنجليزيه هاجمت رجال
الدين الإيرانيين من الصف الثانى الذين اندفعوا للإعلان عن تقديم المكافآت وقالت
إن احد رجال المخابرات العراقية أو الإسرائيلية قد يقتل الروائى ويحصل على هذه
الملايين بينما تدفع ايران الثمن السياسى .والحقيقة أن الإسلام هو الذى يدفع ثمن
فتوى الخومينى.
ورغم اجماع المسلمين فى انحاء
العالم على ادانة كتاب سلمان رشدى فإن التأييد لفتوى الخومينى بقتل المؤلف يقتصر
على قلة من الشيعة فى لبنان مثل حزب الله الذى يتلقى الدعم المالى من ايران
واقليات شيوعيه اصوليه فى بريطانيا وباكستان وبنجلاديش والهند .
بل الملاحظ أن الخومينى عاجز حتى
الان عن كسب مساندة شعبية فى داخل إيران نفسها حيث أن الاجتماعات التى عقدت لتأييد
فتواه كانت ضئيلة الحجم نسبيا حيث بدا الإيرانيون معنيين اكثر بتدهور احوالهم
المعيشية بعد حرب مدمرة 8 سنوات.
ولم يردد هذه الفتوى"
تاييداً" اى زعيم مسلم له وزنه خارج ايران ولم تؤيدها اى دولة اسلامية أخرى
وهذا طبيعى لأن الخومينى لا يمثل مليار مسلم فى العالم بل اقلية من الاقلية منهم.
ومع ذلك تحدثت بعض صحف الغرب عن
عدم تسامح المسلمين مع الاشخاص الذين يناقشون امور دينهم إلى حد استباحة دمائهم.
والكتاب لا يستحق كل هذه الضجة
التى اثيرت حوله، كما أن هناك كتباً كثيرة متداولة غير هذا الكتاب ضد الإسلام ولم
تؤثر فى شىء على صورة الدين الإسلامى.
وقد برهن الاسم عبر العصور على قدرة استثنائية
على التفتح العقلى غير أن حرية التعبير كما قال بيان منظمة المؤتمر الإسلامى تعنى
المسئولية أيضاً فالادانة الإسلامية للكتاب لم تولد من هيستيريا عصبية أو بربرية
كما قيل فى الغرب بل من جرح كان الشعور به عميقا ومؤلما لدى المؤمنين بالدين
الإسلامى ولكن ردالفعل فى اوروبا والولايات المتحدة كان الحديث عن ضيق صدر
المسلمين وضيق افق "آيات ال"له فى طهران وكفى. وكان ذلك بسبب فتوى
الخومينى الذى حاول ركوب موجة السخط الإسلامى كما قال الرئيس الايرانى السابق ابو
الحسن بنى صدر .
مصيــده
واوضح بنى صدر أن قبول الخومينى
لوقف اطلاق النار فى حرب الخليج والاحكام الأخرى مثل تحليل لعبة الشطرنج قد اثار
خيبة امل انصاره المتشددين وقد سقط الخومينى فى مصيدة نصبها له الغرب لتشويه
الإسلام .
ويرى اية الله مهدى الروحانى رئيس
الجمعية الإسلامية الشيعية فى اوروبا أن فتوى الخومينى تتعارض مع شريعة الإسلام
وتتعارض مع القانون الدولى وتتعارض مع الاخلاقيات .
وظهر بوضوح أن بعض القادة
الإيرانيين المعتدلين فى موقف حرج بسبب الفتوى والضجيج حولها لاذى جاء فى وقت كان
فيه هولاء المعتدلون يحاولون إخراج إيران من عزلتها على الساحة الدولية.
وعندما تحدث أية الله حسين على
منتظرى المرشح لخلافة خومينى وفى الذكرى العاشرة لثورة 11 فبراير لصالح اقامة
مجتمع مفتوح فى ايران واشار إلى ان الشعارات التى سبق أن طرحتها ايران جعلتها
معزولة تماماً عن العالم لم يكن يستطيع أن يتكهن بانه بعد بضعة ايام قلائل سوف
تشهد ايران هذا التعصب الجنونى للقتل والذى ادى فى وقت سابق على حد تعبير منتظرى
إلى افزاع العالم.
مجموعة
الملات
إن فتوى الخومينى اكدت صورة ايران
كبلد تديره مجموعة من الملات أو الملالى ذوى العقول الضيقة.
وليس هذا هو الإسلام: لأن المسلمين
هم الذين علموا الغرب حضارة الاغريق وحرية القول والكلام فى وقت كانت محاكم
التفتيش "وما جرى للعالم من جاليليو محفور فى ذاكرة الشعوب" هى السائدة
فى عصور الظلام كذلك فإن مارجريت تاتشر هى التى صادرت كتاب "صائد
الجواسيس" منذ وقت قريب بل لقد كان هناك فى امريكا مؤخرا من احرق كتب المؤلف
الامريكى العظيم مارك توين.
ولكن غفر الله للخومينى لانه اتاح
للغرب الفرصة لتلقين الدروس حول حرية التعبير والخط الزاحف من العالم الإسلامى
لقتل ودفن هذه الحرية.
هل هذا السباب ... من حرية الفكر ؟
ادان فضيلة الشيخ محمد الغزالى
الموقف المشبوه لبعض الدوائر فى الدول الغربية تقف إلى جانب سلمان رشدى الهندى،
المولد البريطانى الجنسية وحماية كتابه "أشعار شيطانية" الذى جرح فيه
مشاعر المسلمين جميعاً ووجه اليهم فيه اقبح السباب.
قال فضيلته: إن السلطات المسئولة
فى بريطانيا ردت على ثورة المسلمين هنا وهناك ومطالبتهم بمصادرة هذا الكتاب برفض
هذا الطلب بدعوى انهم لا يصادرون حرية الفكر وتساءل فضيلته: هل هذا النوع من
الكتابة يدخل فى دائرة الفكر وهل من حرية الفكر أن يؤلف رجلا كتاباً ينشره بين
الاوربيين يتهم فيه مريم البتول بأنها مومس أو الإنسان الجليل عيسى بن مريم بأنه
شاذ؟
اضاف فضيلته: إن محور كتاب أشعار
شيطانية يدور حول بغى افتتحت محلا للدعارة جعلت اللافته الدالة عليه كلمة
"الحجاب" فهل كلمة الحجاب تصلح عنواناً لدار بغاء؟ هكذا صنع المؤلف ثم
استأجرت المرأة المتمرسة بالدعارة اثنتى عشرة إمرأة أختارت لهن اسماء زوجات النبى
العربى محمد اطهر من مشى على الثرى واندى عباد الله صوتا فى الدعوة إلى الشرف
والسمو.
فهل هذا منهج فى عرض سير الانبياء
أو حتى سير الرجال الكبار؟
وهل هذا من حرية الفكر؟
الصراع
موصول بين قيم العرب والإسلام
بعد الآيات
الشيطانية .. جاء عشتار لتشويه الإسلام والمسلمين
اقام سلمان
رشدى الدنيا ولم يقعدها بعد ..
لماذا..؟ لانه اثر أن يختصر طريق
الشهرة ويوفر على نفسه الوقت والجهد والمال فاختار الطريق السهل الذى ولجت منه من
قبل الحروب الصليبية ونفايات الغرب الفكرية منذ بدء تعرفهم على الإسلام.
فكان أن امتشق قلمه ووجه سهامه إلى
"الرسول" "سلمان الفارسى" وزوجات الرسول والصحابة والملائكة
والله جل وتعالى .
اخرجت عقليته المريضة الآيات
الشيطانية الرواية الخيالية التى امتزج فيها الرمز بالمضمون بالمعنى البعيد جداً
بالكلمة المعقدة التركيبات اللغوية الصعبة لتخرج عبر فصولها دراما من الاحتقار
والاساءة إلى الإسلام تحت دعوى الفن الروائى والقصصى وحرية التعبير وعلى وجه
التحديد جاء الفصلان الثانى والسادس ليمثلا ابرز الفصول واكثرها اساءة إلى الرسول
والإسلام ولرموزه. ولكن بالرغم من كل ما اثاره سلمان وآياته الشيطانية فإن القضية
فى تصورنا ليست قضية كتاب أو مؤلف قال عن نفسه أنه كان مسلما ثم أرتد وخرج سالماً
من دار الإسلام إلى دار الحضارة والرقى فى الغرب؟ لا إن القضية اعمق من هذا وابعد،
إنها ببساطة قضية الصراع بين قيم الإسلام وما يمكن أن نسميه تجاوزا بقيم الغرب وما
سلمان رشدى الا اداة تافهة من ادوات الصراع ،وما آياته الشيطانية الا مظهر معاصر
صغير جداً من مظاهر الصراع التاريخية بين قيم الإسلام وقيم الغرب..
ذلك هو جوهر المسأله !!
واى تحريف أو تعديل فى هذا الجوهر
لا يقربنا من الفهم الموضوعى لازمة الآيات الشيطانية
المحتوى
العام للآيات القرآنية
ووفقا للنص الاصلى والذى امكننا
الحصول على نسخة منه امكننا أن نخرج بعد قراءة صفحاته الـ547 صفحة أنة باختصار
شديد عبارة عن رواية قصصية خيالية لا تنضبط وفق اطار فنى واضح وانما هى هلوسة
عقلية تاريخية وفنية تبدأ بتخيل طائرة تنفجر بفعل إرهابى فوق الجزر البريطانية
فيموت ركابها وينجو اثنان احدهما جبريل رمز للخير والاخر الشيطان رمز للشر وعلى
مدار الرواية يسجل الكاتب ابشع انواع القدح والجريح والهزء بالإسلام ورسوله ومقدساته
كافة بصورة دعت الكثيرين من اعداء الإسلام انفسهم إلى الاعتراف بجرم الكاتب فى حق
المسلمين والمؤلف لم يترك رمزا من رموز الإسلام الا وسبه وهتك حرمته بأبذأ الالفاظ
من النبى إلى القرآن إلى الملائكة إلى زوجات الرسول وصحابته إلى موسى عليه والسلام
.
وهو لم يترك لنا مجالا للالتباس
وانما اشار إلى الجميع باسمائهم الصريحة وامعانا فى ذم النبى صلى عليه الصلاة
والسلام فانه اشار إليه بكلمة "مهوند" ومعناها الشرير أو النبى المزيف
وهو فى الكتاب مصاب بالصرع والهلوسة ولا يتورع عن فعل اى شىء يحقق به غرضه فى
مستهل الكتاب يصف سيدنا ابراهيم ابو الانبياء بانه ابن زانية وفى صلبه وصف الصحابة
بأنهم من الاوباش والحثالة وخص سلمان الفارسى رضى الله عنه بصور شائهة ومنفرة وقال
عنه أنه غشاش ونصاب، وكذلك زوجات الرسول الفصل السادس: بأن الوحى كان يأتى لمحمد
"مهوند" وهو نائم فى حجرة السيدة عائشة .
من هو سلمان رشدى؟
هذا الملخص العام لابرز افكار
الكتاب الرواية فماذا عن مؤلفها "سلمان رشدى".
ولد سلمان رشدى فى بومباى فى الهند
فى عام 1948 وهو العام الذى شهد تقسيم الهند ووالده يدعى انيس رشدى، يعتبر من رجال
الاعمال وينتمى بجذور اسرته إلى مقاطعة كشمير وبعد انفصال الباكستان انتقلت اسرة
رشدى لتقيم فى كراتشى وعندما بلغ سلمان رشدى الثالثة عشرة من عمره ارسله والده
للدراسة فى انجلترا حيث اكمل تعليمه هناك وتخرج فى اكسفورد ومنحوه الجنسية
البريطانية رجع رشدى إلى باكستان وعمل فتره فى التليفزيون ولكنه فصل من عمله لما حققه
من فشل فعاد إلى انجلترا وفى العام 1976 تزوج من انجليزية تدعى كلاريساولوارد
وكانت على صداقة حميمة مع عدد من اصحاب دور النشر الانجليزية فسهلت مهمة سلمان
بالتعرف عليهم ووضعت اعين من يهمهم الأمر على تكوينات سلمان واستعداده فنشروا له
رواية بعنوان "اطفال منتصف الليل" يصور فيه الواقع الاجتماعى فى بومباى
وتحولات الأطفال الذين ولدوا لحظة اعلان استقلال الهند ومنحوه عليها جائزة بوكر
الادبية لعام 1981 بعد عشرة اعوام من زواجه من كلاريسالوارد ،اى عام 1986 وبعدما
ايقن من انفتاح القنوات الخلفية فى بريطانيا امامه طلق زوجته البريطانية وفتح خطاً
جديداً على الدوائر الامريكية وتزوج من الكاتبة الامريكية ماريان ويجنز حيث بدا
يغير ناشريه كذلك، والطريف أنه قد اهدى اياته الشيطانيه الى الزوجة الثانية ماريان
...
ولسلمان رشدى ثلاث روايات غير
روايته الخبيثة آيات شيطانية هى جريموس اصدرها عام 1975 ثم اطفال منتصف الليل التى
نال بها جائزة بوكر عام 1981 ثم رواية بعنوان العار عام 1983 وبعد صدور روايته
اشعار أو آيات شيطانية بشهرين اثنين وتحديدا فى 6سبتمبر 1988 واثناء انعقاد
المؤتمر الثامن لاتحاد كتاب اسيا وافريقيا تقدم الوفد السوفياتى بترشيح سلمان رشدى
ليكون عضوا فى مجلس الرئاسة رغم أن سلمان رشدى انسلخ من هنديته وتجنس بالجنسية
الانجليزية منذ حوالى ربع القرن ورفض اعضاء المؤتمر ذلك لا لشىء ولكن لأن سلمان قد
تجنس بالانجليزية ومن ثم هو لا ينتمى عرقيا إلى كتاب اسيا وافريقيا وكذلك جغرافيا.
فتوى الإمام
الخومينى
كان رد فعل الإسلام على الاساءات
البالغة التى وجهها سلمان رشدى فى رواية آيات شيطانية عنيفا مدويا على مستوى
الشعوب والاقليات الإسلامية وكان لفتوى الخومينى دوى هائل ارعب الغرب واسقط حجج
المتخاذلين.. ولقد اثارت هذه الفتوى الغرب وادخلت الرواية الشيطانية ومؤلفها مرحلة
جديدة من الاهتمام ومن ردود الفعل المثيرة لقد سحب الشعراء الاوربيون من كهران
واعيدوا اليها واقيمت المحاكمات لفكر الخمينى وانطلقت المظاهرات فى باكستان والهند
وبريطانيا ذاتها وتناقلت وكالات الانباء والصحف العالمية الاخبار المتعلقة بالرواية
وأحبها باعتبارها الخبر الأول طوال الفترة الممتدة من 15 فبراير 1989 وحتى اليوم
وانعكس ذلك على نسبة مبيعات الرواية التى وصلت إلى 13 مليون نسخة واختفى سلمان
رشدى واقترح عليه عمل عملية تجميل حتى يهرب من الكافأه المرصوده لقتله وهى 3
ملايين دولار من قبل إيران.
الضاره
النافعه
رب ضارة نافعة ...
هذه هى النتيجة الاخيرة التى خرجنا
بها من احدى حلقات جدلية الصراع بين الإسلام والغرب حلقة سلمان رشدى وآياته
الشيطانية فقد فجر سلمان رشدى وبريطانيا العظمى !! والغرب اجمالا بركانا اسلاميا
كان راكدا، لقد اشعر هذا المؤلف الذى كان مغمورا مسلمى العالم بأن ثمة ما يخافون
عليه ويعتزون به ويثورون لاجله.. إنه الإسلام.
من حيث لا يقصد بل على العكس مما
يقصد تماما لم يستطع الغرب أن يستفيد من معركة سلمان بأن يتقبل المسلمون هذه
الاهانة دون ادنى حركة وببلادة وجمود
كان الغرب يريد ذلك ويسعى إلى
ترسيخه لكنه فوجىء بتلك الحيوية الدافقة والغضب العفوى للشعوب المسلمة وتلك هى
الضارة النافعة ولكنها ضارة بحاجة إلى جيل قرآنى وحجج قرانية عاقلة تقود هذه الامة
الإسلامية الخاملة ويحركها ويوقف امثال سلمان رشدى عند حدودهم!! إن هذا الجيل وتلك
الحجج ظهرت بشائرها ولكنها بشائر تتعرض للمقاومه وتجهض أولاً بأول .
فهل نأمل أن تمتد البشائر إلى كافة
انحاء عالمنا الإسلامى والى كافة قوى واقعه الحى وان نعى جميعا قانون التناقض
التاريخى بين الإسلام والغرب؟
ذلك الغرب الذى اخرج بعد سلمان
رشدى فيلما يسمى "عشتار" والذى صور على أرض المغرب بتمويل 40 مليون
دولار من هيوليوود بأمريكا وبه اساءات بالغة مصورة ضد المسلمين والإسلام .
هل نعى كل هذا ونعمل لمواجهته؟
اسئلة معلقة؟
كاتب هذا المقال حبير بالمركز
القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية وله عدة ابحاث ودراسات حول الإسلام والقضايا المعاصرة.
ليست هناك تعليقات